تجاوز الألمان الاختبار الذي كان صعباً وقوياً بالكثير من مراحله فما انتظرناه من الأوكرانيين من خلق العذاب لأبطال العالم حدث فعلاً خاصة خلال الشوط الأول لكن المانشافت نجح بالنهاية بخطف النقاط بانتظار أن يصحح لوف العديد من الأخطاء بتشكيلته علماً أن أوكرانيا لم تتلقَ هدفين بأي مباراة من مباريات التصفيات حتى أمام إسبانيا.

ملخص المباراة:

عانت ألمانيا خلال الشوط الأول من مشكلتين دفاعيتين أساسيتين الأولى هي بضعف الدور الدفاعي لخط الوسط سواء عبر الأطراف أو بالعمق فكان المنتخب الأوكراني يصل بسهولة إلى الثلث الأخير ولمواجهة خط الدفاع أما المشكلة الثانية فارتبطت بهوفيديس الظهير الأيمن الكارثي الذي قدم شوطاً سيئاً دفاعيا وهجومياً ورغم الاستثمار العالي للأوكرانيينبالفرص إلا أن اثنين فقط من ألمانيا كانا كافين لتبديد كل شيء ولحسن حظ هوفيديس أن بواتينغ كان موجوداً لجانبه كي يغطي على أخطائه أما نوير فكان بكامل صحوته.

View image on Twitter

هجومياً كان استثمار العرضيات سيء للغاية بالنسبة لألمانيا حيث حاول لوف دفع مولر للبقاء على الجهة اليمنى دون الانتقال للداخل من أجل تعويض سوء حالة هوفيديس هجومياً لكن هذا كان يعني أن جميع العرضيات اتجهت لغوتزة القصير والضعيف بدنياً لكن على غرار كأس العالم أتى الحل من ركلة ثابتة مرفوعة من كروس ليتابعها مصطفي حيث كانت ألمانيا قد سجلت بـ5 من 7 مباريات بكأس العالم بالاعتماد على كرات ثابتة مرفوعة من كروس، العلامة المميزة بهجوم ألمانيا هي تنوع الذين يتابعون الفرص فشاهدنا الظهير هيكتور ولاعب الارتكاز خضيرة يحصلون على فرص بأماكن ممتازة وهو دليل على قدرة غوتزة على شغل المدافعين بنشاطه وإعطاء مساحات للقادمين من الخلف من أجل التسديد.

بالشوط الثاني استمر غياب حلول الألمان فيما يتعلق باللعب بالعمق وبدأ التجريب من خلال التسديد من الخارج عبر دراكسلر وخضيرة، بالمجمل تميز الشوط بتمكن الألمان من إحباط الأوكرانيين ففرضوا الأسلوب الأفضل من خلال السيطرة ونجح مصطفي بالتفوق على يارمولينكو وقدم شوطاً دفاعياً ممتازاً ورغم تمكن الأوكران من استعادة المبادرة بالدقائق الأخيرة إلا أن ثلاثية نوير ومصطفي وبواتينغ بدت كأنها أقفلت كل أبواب المرمى.

لوف لم يدفع ثمن أخطائه:

بين كل الأظهرة الذين جربهم لوف منذ اعتزال لام لم يكن هناك من قدم مباراة أسوأ من هوفيديس أمام المجر ودياً ورغم ذلك اختار لوف إشراكه مرة أخرى بذات المركز أمام أوكرانيا بعد أن كان قد استبعد رودي بشكل مفاجئ من القائمة النهائية لكن لحسن حظ لوف أنه يملك مدافع اعتاد على تصحيح أخطاء الآخرين وهو بواتينغ أما هجومياً فبدا خيار اللعب بغوتزة كرأس حربة غريب للغاية أمام الأوكران الأقوياء بدنياً حيث كان من الممكن الاعتماد على غوميز الذي كان حتماً سيتابع الكرات العرضية بشكل أفضل من غوتزة.

لوف لم يبدأ بالتغييرات حتى الدقيقة 79 وأراد من تبديله الأول استخدام ورقة لطالما كانت رابحة من على الدكة فأقحم شورله الطويل والقادر على اللعب كجناح وإنزال الكرات العالية الضائعة في وقت بدا فيه دراكسلر أنه لم يقدم المباراة المنتظرة ولو أنه كان أفضل من أوزيل ومولر الذان كانا مختفيين تقريباًَ طوال فترات المباراة وفي آخر دقيقتين تحول لوف للعب بثلاثة محاور مع إشراك شفاينشتايغر الذي قام بثوانٍ بما لم يقم به أي من الأساسيين طوال 90 دقيقة حين تابع عرضية بشكل صحيح وسجل هدفاً مهماً للغاية من الناحية المعنوية له قبل العودة للتشكيلة الأساسية.

فورمينكو المفاجئ والشجاع:

انتظر الجميع وقوف أوكرانيا بالخلف على غرار ما حدث بالتصفيات وببداية اللقاء بدا أن هذا هو ما سيحدث وأن الأوكران سيهاجمون بأقل عدد ومن خلال المرتدات فقط لكن قراءته الجيدة لمعطيات المباراة ولضعف المساندة من الوسط دفعاه لتحويل الفريق للعب بنصف ملعب الألمان بكل جرأة وخلال آخر ربع ساعة من الشوط الأول كان هناك سيل من الفرص للأوكرانيين الذين قهروا الجميع باستثناء بواتينغ خاصة مع تألق صانع الألعاب الشاب كوفالينكو الذي أربك الدفاع كثيراً.

خلال الشوط الثاني فقد الأوكرانيون الحلول ولم يتمكن المدرب من إيجاد الحل فكان الألمان قادرون على الوصول لبياتون من خلال التسديد وهجومياً غاب الفريق تماماً حتى التبديلات لم تعِد المخالب الهجومية المكسورة وبالتالي يمكن القول أن فورمينكو ربح بالشوط الأول على لوف تكتيكياً لكنه خسر الثاني ولو أن النتيجة تقول غير ذلك.

أفضل لاعب بالمباراة:

جيروم بواتينغ:

رغم تسجيل مصطفي لهدف الفوز وتقديمه مباراة كبيرة ورغم تمكن كروس من صناعة 4 فرص اخترنا بواتينغ كرجل للمباراة بعد تمكنه من إبعاد 5 كرات ولعبه دوراً كبيراً بتصحيح أخطاء جاره هوفيديس وتعويض نقص الانسجام بينه وبين مصطفي.

بالمجمل لابد أن نشيد أيضاً بالأداء الرائع لمصطفي الذي تفوق تماماً على أخطر الحلول الأوكرانية وأحد النجوم المنتظرين بالبطولة يارمولينكو ويمكن القول أن إصابة هوميلس وروديغير أتت بصالح الألمان لأن مصطفي قدم مباراة شبه مثالية دفاعياً وسجل هدف التفوق أما نوير فكان كعادته ممتازاً بحماية عرين المنتخب وبالتالي يمكن القول أن هذا الثلاثي كشف للعالم صعوبة هز مرمى ألمانيا مهما كانوا الأظهرة.

ما القادم يا لوف؟

من المهم بالبطولات الكبرى الانتباه للأخطاء التي تظهر بالمباريات الأولى وتصحيحها ولو تابعنا جميع البطولات الأربع السابقة التي قاد فيها لوف ألمانيا نجد أن الخط الخلفي يتعرض للكثير من التغييرات بعد أول أو ثاني مباراة وبهذه البطولة يبدو أن هوفيديس سيكون ضحية هذه التغييرات ففي كأس العالم قدم لاعب شالكه بطولة قوية دفاعياً وضعيفة هجومياً كظهير أيسر لكنه اليوم بدا سيئاً دفاعياً وهجومياً، إضافة لذلك على لوف أن يفكر بأمر أساسي وهام فإن كان الفريق سيواصل اللعب على العرضيات الكثيرة فلا يوجد عذر لاختيار غوتزة على حساب غوميز أما إن كان سيلعب بالاعتماد على المداورة الهجومية ودفع دراكسلر ومولر لترك أماكنهم على الأجنحة وللانضمام للداخل فحينها يمكنه التفكير بالإبقاء على غوتزة.