تسقط عراقة إنكلترا كلها عند الحديث عن الألقاب. فالمنتخب الذي فاز ببطولة كأس العالم مرة واحدة على أرضه سنة 1966، لم ينجح بالوصول إلى أي مباراة نهائية في بطولة أمم أوروبا، وغادر من المباراة نصف النهائية مرتين في سنة 1968 و1996.
في النسختين الأخيرتين لم تُظهر إنكلتر أي تقدم في أدائها وغادرت سنة 2012 البطولة من دور ربع النهائي، فيما لم تستطع عبور التصفيات في سنة 2008. أما في التصفيات المؤهلية ليورو 2016 فكانت إنكلترا حاضرةً بقوة وسّجلت العلامة الكاملة حيث فازت بمبارياتها العشرة التي خاضتها، ومعها جاءت قصّة ليستر وتوتنهام الخيالية في الدوري الانكليزي لتُضفي على المنتخب أملاً كبيراً بصنع التاريخ للمرة الأولى.
23 لاعب وآرسنال وتشيلسي شبه غائبين
يتميز المنتخب الإنكليزي الذي يملك أصغر معدّل أعمار في بطولة أمم أوروبا (25 سنة و308 أيام) بأن لاعبيه الـ 23 الذين اختارهم روي هودجسون يلعبون في الـ "بريميير ليغ"، فكان لتوتنهام هوتسبيرز حصة الأسد حيث ضم المنتخب 5 لاعبين من الفريق الذي قاده بوكيتينيو، أما ليستر سيتي فكان معظم لاعبيه المتألقين من جنسية غير انكليزية ولم يحصل سوى الهداف جيمي فاردي على فرصة دخول المنتخب.
ليفربول كان له ثاني أكبر حصة حيث ضم المنتخب منه 4 لاعبين، يليه مانشستر يونايتد بـ3 ومانشستر سيتي بلاعبين، فيماضم هودجسون لاعب واحد من إيفرتون وآرسنال وتشيلسي.
أين بطل الـ"بريمييرليغ" من المنتخب؟
توزيع اللاعبين الانكليز على الأندية لا يعكس المستوى الذي قدّمته على مدار الموسم، فلم يضم البطل ليستر سيتي سوى لاعب واحد. ومقارنة بسيطة مع المنتخبات الأخرى قد تُظهّر الصورة الكبرى لطبيعة الدوري الانكليزي، فالمنتخب الإيطالي ضم 6 لاعبين من بطل الدوري يوفنتوس، والمنتخب الألماني ضمّ 5 لاعبين من بطل ألمانيا بايرن ميونخ، فيما ضم منتخب إسبانيا 5 لاعبين من بطل الدوري برشلونة.
وفي الوقت الذي لم يحصل فريق ليستر سيتي سوى على مقعد واحد في تشكيلة هودجسون، كذلك حصل ناديين كبيرين على العدد ذاته من اللاعبين.
العائدات الضخمة تقضي على المنتخب الانكليزي
صرفت الأندية الانكليزية في الانتقالات الصيفية الأخيرة حوالي 860 مليون باوند وذهب 500 مليون باوند منها إلى خارج إنكلترا، وهو ما يعكس استنتاج واضح وهو أن القوّة الشرائية للأندية الانكليزية تمنحها القدرة على استقدام اللاعبين الأجانب إلى الدوري الأكثر متعة في العالم، مما يعني أيضاً فرصة أقل للاعبين الشبّان للتواجد على أرض الملعب. فالفرق الانكليزية تدفع في سوق الانتقالات اليوم 3 أضعاف ما كانت تدفعه في السابق وهو ما يعني تراجع كبير في صرفها على نظام اللاعبين الشبان وتطويرهم على عكس ألمانيا التي تصرف أكثر من 100 مليون باوند سنوياًمن عائداتها في الانتقالات على برامج ناشئيها.
بوكيتينيو أنقذ رقبة هودجسون وليس استمرارية المنتخب
قدّم المدرب الارجنتيني لفريق توتنهام ماوريسيو بوكيتينيو لمنتخب انكلترا ما لم يقدمه مدربون إنكليز طوال عقدٍ مضى. فالمنتخب يضمّ ظهيرين (كايل والكر وداني روز) وقلبي وسط الملعب (إيريك داير وديللي آلي) وهداف عالمي (هاري كين)، هؤلاء اللاعبين الخمسة الأساسيين هما هديّة بوكيتينيو التي أنقذت رقبة روي هودجسون من مقصلة أموال الدوري الانكليزي، فصراع ليستر سيتي وتوتنهام منح المنتخب الانكليزي دفعة إلى الأمام قد يجني ثمارها في بطولة أمم أوروبا، لكنه بالتأكيد لن تكون كافية لبناء استمرارية منتخب إنكليزي قويّ في ظل دوري تُمعن أمواله بتدمير المنتخب.