أبلغ الرئيس الامريكي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت أن إرسال موسكو قوات روسية إلى منطقة القرم إنتهاك واضح لسيادة أوكرانيا وحذر من زيادة عزلة روسيا إقتصاديا وسياسيا إذا لم تسحب هذه القوات، وقال البيت الابيض إن أوباما وبوتين تحدثا هاتفيا لمدة 90 دقيقة في ثاني إتصال هاتفي بينهما خلال الايام الثمانية الماضية بشأن أوكرانيا التي تمثل أزمة متصاعدة تشكل تحديا جديدا للعلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا، ودعت الولايات المتحدة روسيا إلى عدم تصعيد التوتر بإعادة قواتها إلى قواعدها في القرم والامتناع عن أي تدخل في مناطق أخرى بأوكرانيا. وبناء على الرواية الروسية لهذا الاتصال الهاتفي لم يتراجع بوتين عن موقفه قائلا إن موسكو تحتفظ بحق حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية في أوكرانيا إذا تعرضت لتهديد، وقال البيت الابيض في بيان يوضح ماجرى بحثه خلال الاتصال الهاتفي إن "الولايات المتحدة تدين التدخل العسكري الروسي في الاراضي الاوكرانية، "الرئيس أوباما أبدى قلقه العميق من انتهاك روسيا الواضح لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها والذي يمثل خرقا للقانون الدولي."، وفي إشارة مبدئية لعدم رضائه قال البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لاجتماع قمة الثماني في سوتشي بروسيا، وكان مسؤولون قد حذروا بالفعل من أنه سيكون من الصعب على أوباما والزعماء الاوروبيين حضور إجتماع قمة مجموعة الثماني الذي يعقد في يونيو حزيران في سوتشي بسبب العدوان الروسي في أوكرانيا، وكان أوباما قد ألغى زيارة لموسكو في سبتمبر الماضي إحتجاجا على رفض بوتين المساعدة في كبح جماح الرئيس السوري بشار الاسد على الرغم من حضور أوباما اجتماع قمة لمجموعة العشرين في سان بطرسبرج، وأثار البيت الابيض إحتمال فرض عقوبات قائلا إن "إستمرار إنتهاك روسيا للقانون الدولي سيؤدي الى زيادة العزلة السياسية والاقتصادية."، وذكرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) أن وزير الدفاع تشاك هاجل أبلغ نظيره الروسي سيرجي شويجو في إتصال هاتفي بأن التدخل العسكري الروسي يخاطر بتصعيد "سيهدد الامن الاوروبي والدولي."، وصرح مسؤول دفاعي أمريكي بأنه لم يحدث تغيير في وضع التأهب للقوات العسكرية الامريكية. وقال مسؤول أمريكي أخر إن التركيز على الخيارات الدبلوماسية، وأجرى أوباما إتصالين منفصلين مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بشأن أوكرانيا، وقال البيت الابيض إن الزعماء إتفقوا على التنسيق معا عن كثب ومن خلال المنظمات الدولية و"أكدوا أهمية الوحدة داخل المجتمع الدولي دعما للقانون الدولي ولمستقبل أوكرانيا وديمقراطيتها."، ودعت سمانثا باور مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة في إجتماع طاريء لمجلس الامن الدولي بشأن الازمة الاوكرانية إلى نشر سريع لمراقبين دوليين من الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا للمساعدة في وقف تصاعد الازمة هناك.