حضر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ( فائز السراج) صباح الاربعاء بطرابلس انطلاق فاعليات المؤتمر العلمي الثاني حول (النظام الصحي بين التخطيط والتنفيذ )الذي ينظمه المركز الوطني لتطوير النظام الصحي . كما حضر المؤتمر وزراء التخطيط والصحة والتعليم ومدير المركز الدكتور د. سمير صقر، وحشد من الخبراء والاطباء والاساتذة في مجالات التخطيط والصحة من مختلف الوزارات والشركات والمستشفيات والمراكز العلمية .
ويناقش المؤتمر وضع خطة استراتيجية وطنية وخطة عمل لمدة ثلاثة سنوات لتطوير النظام الصحي ، والمؤسسات الصحية وتقديم افضل الخدمات للمرضى . وتنظيم جهاز الموارد البشرية الصحية ، ومؤسسات الرعاية الصحية الاولية ، والعمل على انشاء مركز لليقضة والمعلوماتية الدوائية واخر لمراقبة السموم .
وألقى رئيس المجلس الرئاسي كلمة أمام المؤتمر أشار فيها إلى التحديات الحالية والمستقبلية التي يواجهها النظام الصحي، والتي وصفها بأنها تحديات معقدة، مؤكداً ثقته في كفاءة الخبرات الليبية، وقال "نحن على ثقة باننا وبجهد جماعي قادرون على تطوير النظام الصحي وضمان جودة مخرجاته".
واوضح أن وضع الخطط هو مرحلة هامة، لكن لا معنى لها، اذا لم يتبعها التنفيذ، الذي له متطلبات من بينها التمويل، والعمل جماعي إضافة للوقت الذي يستغرقه إعادة تأهيل المؤسسات الصحية، وقبل ذلك وبعده أن يستتب الأمن.
وقال " أنه رغم صعوبة الظرف إلا أن خطوات إيجابية عديدة تحققت خلال عام على طريق تنفيذ برنامج الاصلاح، بفضل التنسيق وتضافر الجهود، والتفكير خارج الصندوق، بالتوجه نحو مصادر تمويل بديلة.
واستعرض السراج بعض تلك الخطوات مثل العمل على تطوير وتحسين الخدمات، ورفع كفاءة الأداء، وبحث امكانية توطين العلاج بالداخل، من خلال قدوم فرق طبية متخصصة لإجراء عمليات وتدريب الطواقم الطبية، وإنشاء صندوق التأمين الصحي "الذي أعلن خلال المؤتمر عن إشهار خدمة "صحتي" التابعة له " .. اضافة لاعتماد برنامج التأمين الصحي للمعلمين.
وتناول في كلمته العلاقة بين القطاعين العام والخاص في المجال الصحي التي تم معالجتها وتنظيمها، وأشار إلى أن الخطة العلاجية التي اعتمدت في شهر يوليو الماضي أوضحت جوانب من علاقة التعاون بين القطاعين، وتنص الخطة على التزام وزارة الصحة بتوفير الخدمات الطبية الغير متوفرة بالمستشفيات والمرافق الصحية العامة من خلال شراء الخدمات الطبية من القطاع الخاص بالداخل او المؤسسات العلاجية بالخارج.
وقال " أن حكومة الوفاق الوطني تعتمد مقاربة مبنية في هذه المرحلة على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولا يقتصر ذلك على الصحة بل يشمل جميع المجالات، وهي مقاربة قابلة للتطور.
وعبر عن تطلعه إلى مساندة أكبر لجهود الحكومة خاصة من الشركاء الأوروبيين، ومؤسسات الأمم المتحدة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية للمساعدة على تحقيق الاصلاح المستهدف.
كما تحدث السراج عن أهمية الاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية المتوفرة في مجال تنمية وتطوير الكوادر الصحية، مؤكداً على أهمية إيجاد علاقة عمل ما بين منظمة الصحة العالمية ومركز تطوير النظام الصحي الليبي، وضرورة أن يتم توريد الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية عن طريق آليات منظمة الصحة العالمية حتى لا تنقطع هذه الامدادات.
وفي ختام كلمته قال السراج أن "طموحنا كبير وشامل ونعتبر الرعاية الصحية هي الاستثمار الأهم في خطة التنمية، واجدد القول بان أهم دعائم بناء الدولة المدنية الحديثة هما مجالي الصحة والتعليم، وإن ما نبذله من جهد في هذا الاتجاه سيقربنا من تحقيق التنمية المستدامة، ويضع بلادنا على طريق النهضة بأذن الله. "
وتخللت أعمال المؤتمر عرض مرئي عن نشاط المركز والخدمات والمؤتمرات التي نظمها لتطوير النظام الصحي . وأوضح الدكتور " سمير عبد الله صقر " مدير عام المركز الوطني لتطوير النظام الصحي ،لوكالة الانباء الليبية ان انعقاد هذا المؤتمر جاء ضمن خطة المركز لتطوير النظام الصحي ومتابعة التطور العلمي في هذا المجال . وأضاف أن الفتره القادمة ستشهد انطلاق مرحلة تنفيذية لتقديم الخدمات للمواطنين من خلال المجمعات الصحية ومراكز الصحة الاولية .. بتمويل من صندوق التمويل الصحي الجديد ويطبق على العاملين بوزارة التعليم تنفيذا لاتفاق التعاون مع صندوق التأمين الصحي . ويذكر ان المركز الوطني لتطوير النظام الصحي تأسس بهدف التخطيط للوصول لنظام صحي مستدام محوره المواطن يعمل بعدالة وجودة وبشراكة مجتمعية وتنسيق وتنظيم جهود الشركاء المحليين والدوليين لتأسيس نظام صحي بالبحث والدراسة وايجاد الحلول العلمية والعملية والتخطيط لبرامج ومشاريع وتطويره بالتوظيف الامثل للموارد المتاحة . ومن ضمن التوجهات الاستراتيجية للمركز بناء وتكوين القدرات التنظيمية وتحقيق التميز والكفاءة وتطوير النظام الصحي في ليبيا من خلال وضع الاستراتيجيات الوطنية للصحة والخطط اللازمة لتنفيذها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة .