كشف التقريرالصادر عن شركة الدراسات (يورومونيتور الدولية) EUROMONITOR INTERNATIONAL، عن اهتمام المستثمرين الأجانب المتزايد لإقامة مشاريع في ليبيا، استناذاً إلى ماتستضيفه البلاد من فرص واعدة في مختلف المجالات، لاسيما قطاع السياحة، وماتتمتع به البلاد من منتجات سياحية متنوعة، والثراء الفريد من نوعه في المقومات الأولية لقيام أنشطة عديد الأنماط السياحية، بمافي ذلك المواقع الخمسة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، والجغرافيا الجذابة التي تستهوي هواة السياحة البيئية، مايجعلها مثالية لممارسة الأنشطة في الهواء الطلق.
وأوضح التقرير أن ليبيا موطن لعدد من المواقع السياحية التي لم يتم تطويرها بعد، وبالمقابل لديها القدرة على المنافسة بنجاح مع الوجهات الإقليمية مثل تونس والمغرب ومصر، بعد أن ظلت مغلقة أمام العالم الخارجي لعدة عقود، لاسيما وأن البلاد بدأت بالفعل الانفتاح في سنوات قليلة قبل سقوط القذافي.
وبين التقرير إنه مع الاستراتيجية الصحيحة، والإرادة الصلبة لدى صناع القرار، لتنفيذ الخطط والبرامج المرتبطة بالقطاع، قد تصبح ليبيا وجهة سياحية رائدة، وتحقق مكانة مرموقة في المنطقة وعلى مستوى العالم.
مواصلة النمو السلبي
من جانب آخر أشار التقرير إلى تواصل النمو السلبي في العام الماضي، عقب الانخفاض الكبير في قيمة مبيعات السفر والسياحة وتراجع تدفقات السياحة في عام 2011، واستمرار الانخفاض في عام 2012، الذي سجل دخول أعداد من السياح، أغلبهم ممثلين شركات، وسائط الإعلام والصحفيين، وموظفي منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية.
كما حمل التقرير توقعات بأن تسجل السياحة تعافياً بطيئا، نظرا للانقسامات العميقة التي ما زالت تعاني منها البلاد، واستمرار الانفجارات المتقطعة، بمافي ذلك اغتيال السفير الامريكي في عام 2011، وتفجير السفارة الفرنسية في عام 2012، وهو مايشير إلى أن ليبيا بعيدة عن كونها مستقرة وقادرة على الوقوف على قدميها من جديد.
بلد مليئة بالفرص
وكانت العديد من الفنادق قد اضطرت إلى اغلاق أبوبها خلال الحرب، بما في ذلك السلاسل العالمية التي فتحت فنادقها قبيل اندلاع الصراع في العاصمة طرابلس، مثل فندق ( JWT ماريوت) و (فور بوينتس شيراتون)، وهي مؤشرات على أن صناعة الفنادق في ليبيا بدأت بالفعل في جذب الكثير من السياح في ظل قلة المعروض في هذا المجال، وفق ماورد في التقرير الصادر في منتصف يوليو الماضي.
الطيران يستعيد عافيته
وعلى صعيد النقل الجوي، أشار التقرير إلى أن عدد كبير من شركات الخطوط الجوية العالمية استأنفت رحلاتها إلى ليبيا، وهذا شمل الخطوط الجوية التركية التي ترى فرصة لتحسين العلاقات التجارية مع ليبيا من خلال شبكات نقل أفضل، بينما استعادت ليبيا خطوطها المدمرة، وإعادة ربط شبكاتها تدريجيا للوصول إلى الوجهات التي تم تغطيتها قبل الحرب، بطائرات الناقلات الوطنية.
وكشف التقرير أن الناقلات الجوية الوطنية ستواجه مهمة صعبة للمنافسة مع شركات الطيران منخفض التكلفة مثل (ريان اير)، التي تسعى للدخول إلى ليبيا.
سفر رجال الأعمال
كما أشار التقرير إلى استمرار انتعاش سياحة الأعمال في سوق السفر وصناعة السياحة، وتدفق رجال الأعمال، بغية البحث عن استثمارات، فيما تعمل الفنادق الفاخرة في العاصمة، والمدن الرئيسية الأخرى على تلبية احتياجات شريحة رجال الأعمال، الذين يحملون جنسيات أجنبية، أو من البلدان المجاورة مثل تونس ومصر.
وبحسب معدوا التقرير فإن سياحة رجال الأعمال ستبدأ في النمو في وقت مبكر من عام 2013، فيما ستظل الأنماط السياحية الأخرى، وعلى رأسها السياحة الترفيهية، صعبة للغاية خلال فترة التوقعات عام ( 2016) وخارجها.
وفي سياق متصل أكد (فولكان فورال)، المدير العام لفندق راديسون بلو المهاري على تحسن معدلات الإشغال في الفندق الواقع وسط مدينة طرابلس، في الأشهر الأربعة الأخيرة، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بسبب نشاط سياحة الأعمال.
وقال (فورال) الذي تولى دفة إدارة الفندق الفخم، وأحد العلامات البارزة في العاصمة، إن سياحة رجال الأعمال آخذة في الإزدياد، وتبعاً لذلك حقق فندق (راديسون بلو المهاري) معدلات اشغال عالية في فترة من 3 أو 4 أشهر، موضحاً أن السياحة الترفيهية ستشهد حراكاً في السنوات الثلاث المقبلة على أقل تقدير.
كما أعلن عن نية العلامة العالمية لتوسعة خدماتها، بافتتاح فندق آخر في ليبيا خلال العامين أو الثلاثة المقبلين، فيما وصف العثور موظفين يمتلكون الخبرة الكافية بالتحدي الرئيسي الذي يواجه قطاع الفندقة والضيافة الواعد.
رؤية مستقبلية
ويتيح التقرير الذي أعده فريق بحث من (يورومونيتور)، جنباً إلى جنب مع محللين داخل البلد، اكتشاف أحدث اتجاهات السوق والكشف عن مصادر للنمو لصناعة السفر والسياحة في المستقبل في ليبيا، من خلال البحث عن الفرص الخفية في البيانات المتاحة، وفهم تهديدات التنافسية، مع تحليلات الخطة الاستراتيجية، وتوقعات النمو.
ويقدم التقرير دليلا شاملا لحجم وشكل السوق على المستوى الوطني، ويوفر أحدث البيانات حجم السوق 2008-2012، ويحدد الشركات الرائدة ويقدم التحليل الاستراتيجي من العوامل الرئيسية التي تؤثر في السوق - سواء كانت قضايا تشريعية أو تقنية أو التسعير الجديدة.
كما يتضمن التقرير معلومات أساسية عن الدخل القابل للتصرف، والإجازة السنوية والعطلات السنوية، و توضيح التوقعات وتعيين التغييرات حتى عام 2017.
مؤشرات ومعايير
ويستند معدوا التقرير على عدة مؤشرات تم مراجعتها من قبل خبراء الشركة، بمافي ذلك مجال تأجير السيارات، والصحة والسلامة، وتدفقات السياحة إلى الداخل، والتدفقات الخارجية، التي تشمل عدة معايير، بمافي ذلك ما هو حجم سوق السياحة الداخلية؟، وماهي الاتجاهات الرئيسية في السياحة الداخلية؟، ومامدى نجاح المقصد في جذب الزوار الأجانب؟، وما هي الأسواق المصدرة الرائدة؟، وعلى ماذا ينفق الزوار الدوليين أموالهم ؟.
كما يقيس التقرير قيمة مناطق الجذب السياحي، ووسائل النقل، والسفر بالتجزئة، (وكالات السفر التي تعمل كمتاجر للتجزئة، وتوفر الخدمات المرتبطة بالسياحة للجمهور نيابة عن الموردين، مثل شركات الطيران، وتأجير السيارات، وخطوط الرحلات البحرية، والفنادق والسكك الحديدية، بالإضافة إلى التعامل مع السياح العاديين)، ويتم قياسها وفق عدة محددات تشمل، ما هو حجم سوق التجزئة؟، وما هي العلامات التجارية الكبرى في مجال تجارة التجزئة في سوق السفر؟ والقيمة المضافة، وماهو حجم مبيعات سوق التجزئة السفر عبر الإنترنت ؟.
كما يشمل تحليل الاتجاهات في جانب العرض والطلب، والقيم وأسهم الشركة في السوق (العلامة التجارية)، والتوقعات لمدة خمس سنوات (من حصة السوق، واتجاهات السوق، نمو السوق)، وما هو حجم سوق السفر والسياحة في ليبيا؟، وما هي العلامات التجارية الكبرى في ليبيا؟.
شركة عالمية
(يورومونيتور الدولية) التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، بدراسة وتحليل واقع السوق عبر محفظة متكاملة من خدمات الأبحاث السوقية والبيانات المتخصصة وتقارير الأعمال، عبر وحدة البحث والإستشارات التابعة لها، ولديها أكثر من 40 عاما من الخبرة في نشر تقارير أبحاث السوق، والكتب المرجعية الأعمال ونظم المعلومات على الانترنت، ولها مكاتب في لندن، وشيكاغو، وسنغافورة، وشنغهاي، وفيلنيوس، ودبي، وكيب تاون، وسانتياغو، وسيدني، وطوكيو، وبنغالور، وشبكة تضم أكثر من 800 محلل في جميع أنحاء العالم.