تمكن المنتخب السويسر من حجز مقعده في الدور الثاني في يورو 2016 للمرة الأولى في تاريخه اثر تعادله السلبي الثمين مع نظيره الفرنسي ضمن لقاءات الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول.
المنتخب الفرنسي رفع رصيده إلى سبع نقاط ليحافظ على موقعه في صدارة المجموعة بفارق نقطتين أمام المنتخب السويسري الذي حجز البطاقة الثانية للمجموعة إلى دور الستة عشر لتكون المرة الأولى التي يجتاز فيها دور المجموعات في تاريخ مشاركاته بالبطولات الأوروبية.
وكالعادة اتحفنا المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديشامب في افكار غريبة وخصوصاً في الشوط الأول بعد ان اجرى تعديلات كبيرة على التشكيلة الاساسية فلم يبدأ بكل من باييه وماتويدي وجيرو، بهدف اراحتهم ليعود في الشوط الثاني "مجبراً" للزج بكل من باييه وماتويدي بهدف الخروج بالنقاط الثلاث.
شوط بعنوان بوغبا
الحاجة الملحة للمنتخب السويسري بالحصول على نقاط المباراة الثلاث دفعته للامتداد مبكراً نحو مرمى لوريس في محاولة مباغتة الفرنسيين بهدف قد يقلب الامور رأساً على عقب، وكادت الدقائق العشر الاولى ان تسفر عن هدف التقدم لولا تدخل بوغبا الذي كان نجم الشوط الأول بلا منازع بعد ان ابدى رغبة كبيرة في التسجيل فسدد في اكثر من مناسبة ومنعت العارضة هدفين محققين للفرنسي.
الشكل العام للمنتخب السويسري كان منظماً ونجح بيهرامي الى جانب شاكا في استعادة زمام الامور والوقوف نداً امام تطلعات بوغبا في الامتداد نحو مرمى سومير.
التعديلات الكبيرة التي اجراها ديشامب في تشكيلته القت بظلالها على الاداء العام وخصوصاً في عملية تدمير الهجمات على الرغم من النجاح النسبي لكابي الذي اظهر حضوراً طيبا ووقف في مواجهة شاكيري الذي بذب جهوداً كبيرة في عملية التحضير والمساندة الدفاعية لمحوري الارتكاز.
اما على الاطراف فقد ظهر كل من غريزمان وكومان في حالة متواضعة واستسلما لقوة الاطراف رودريغيز وليشتستاينر اللذان ساهما في عملية الاسناد الهجومي مع المحافظة على حالة التوزان في الجانب الدفاعي نظرا للسرعة الكبيرة التي يتمتع بها الثلاثي غريزمان وكومان الى جانب القدرات العالية لبوغبا في السيطرة على الكرة وارسال الكرات الطويلة نحو المساحات.
اما في المقدمة فلم يظهر جينياك في الكثير من اوقات الشوط الأول على الرغم من محاولاته في ازعاج شار ودجورو اللذان احسنا التعامل مع كافة الكرات التي وصلت الى منطقة الجزاء
في حين لم تسعف خبرة ايمبولو المتواضعة في الوقوف نداً امام صلابة رامي وحنكة كوتسيليني ففقد الكثير من الكرات في الوقت الذي حاول دزيمايلي الاسناد في المقدمة ولكن الحرص الكبير للمدرب بيتكوفيتش في ظل عدم الاندفاع نحو المقدمة ابقت مرمى لوريس بعيداً عن الخطورة في معظم الاوقات.
شوط تكتيكي سويسري!
لعب بيتكوفيتش على النقطة الواحدة في الشوط الثاني من اللقاء، فعمد على منح لاعبيه مهام محددة في الرقابة والانطلاق نحو المناطق الامامية، بهدف عدم اعطاء الفرنسيين حرية كبيرة في التحرك او استغلال المساحات.
فاعاد شاكيري على الجهة اليسرى واعاد دزيمايلي بادوار اكبر في منطقة الوسط ليجد الشاب ايمبولو نفسه وحيداً في المقدمة، وهو الامر الذي صعب المهمة كثيراً في الأدوار الهجومية.
في المقابل كان ديشامب يعمد على منح لاعبيه حرية أكبر في الانطلاق نحو مرمى سومير، فوجدنا ادواراً اكبر لكل من كاباي وسوسكو في في المناطق الامامية، في الوقت الذي استمر فيه الثنائي الغائب عن اجواء اللقاء كومان وغريزمان يغردان خارج السرب.
عاد ديشامب مجبراً للزج بباييه في منطقة الوسط على أمل تعزيز القدرات الهجومية للمنتخب الفرنسي فسحب كومان وثبت غريزمان في المنطقة اليمنى وهو الدور الذي يجيده، فدانت السيطرة بشكل مطلق للمنتخب الفرنسي الذي قابل قوة وصلابة سويسرية واستمر الاداء المميز للثنائي بيهرامي وشاكا في منطقة الوسط، لتستمر محاولات الفرنسيين القليلة على مرمى سومير دون خطورة حقيقية باستثناء تسديدة باييه "عالطاير" التي ارتدت من العارضة.
مع وصول المباراة الى دقائقها الاخيرة عاد ديشامب لزيادة الفعالية في المنطقة الامامية فسحب غريزمان الغائب ومنح سوسكو حرية اكبر في الجبهة اليسرى ليعود ماتويدي الى منطقة الوسط ليستمر الحال على ما هو عليه بمحاولات مكثفة للفرنسيين دون ردة فعل واضحة من قبل السويسريين الذين حاولوا من خلال تبديلاتهم المحافظة على نتيجة اللقاء
فيرنانديز ولانغ البديلان في التشكيلة السويسرية عززت افكار بيتكوفيتش الواضحة بالهروب بنقطة التعادل في اللقاء وهو ما تحقق في النهاية.
على الشوط الأول:
- نجاح كبير لبوغبا في قيادة ألعاب المنتخب الفرنسي ومساهمة كبيرة في الشقين الدفاعي والهجومي.
- تضارب في ادوار كل من غريزمان وكومان على الرغم من تبادل المراكز الدائم بين اللاعبين، الا ان كليهما لم يقدم المستوى المطلوب.
- حاجة ملحة بدت واضحة لتواجد نجم الفريق باييه ودوره المهم في صناعة الالعاب الى جانب كانتي صاحب الدور المهم في مهمة تدمير هجمات الفريق الخصم.
- جينياك رأس حربة المنتخب الفرنسي لم يظهر يقدم المستوى المطلوب.
- المهاجم الشاب ايمبولو وعلى الرغم من نشاطه وسرعته الكبيرة، الا انه لم يبد جاهزاً لمواجهة مدافعين اصحاب خبرات كبيرة أمثال رامي وكوتسيليني.
عن الشوط الثاني:
- الدفع ب باييه في الشوط الثاني عزز القدرات الهجومية للمنتخب الفرنسي، ورهان ديشامب على كومان حتى اللحظة لم يأتي بثماره حتى الان.
- بوغبا ادى مباراة كبيرة واستعاد جزء كبير من عافيته، في انتظار ما سيقدمه في المباريات القادمة.
- ما زال غريزمان غير منقع في ادائه بشكل عام، ويبدو ان حالة من انعدام الثقة تولدت لدى اللاعب منذ المباراة الاولى في البطولة.
- المنتخب السويسري حقق المطلوب من اللقاء وخرج كما اراد في سيناريو حقق منه نقطة ثمينة كفيلة بانتقاله الى الدور الثاني .
- التبديلات التي اجراها كلا المدربين اظهرا بشكل واضح رغبة كل منهم فيما يريد من المباراة ، ديشامب اراد تحقيق الفوز ودفع بكل قواه نحو المقدمة في حين ان بيتكوفيتش اراد نقطة وحيدة وحقق ما يريد .
